للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مصرة عليه ١ كما أن من عمر قلبه بمحبة الله وخشيته والتوكل عليه ٢ وأغناه أيضاً عن عشق الصور، وإذا خلا عن ذلك صار عبد هواه، أي شيء استحسنه ملكه واستعبده، فالمعرض عن التوحيد عابد للشيطان مشرك شاء أم أبى، كما في صحيح مسلم عن أبي الهياج الأسدي واسمه حيان بن حصين قال: قال لي عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، "أن لا أدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبراً مشرقاً إلا سويته". وفي الصحيح أيضا عن عثامة بن شقى الهمداني قال: كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم فتوفى صاحب لنا فأمر فضالة بقبره فسوى، فقال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها" وقد أمر به وفعله الصحابة والتابعون والأئمة المجتهدون، قال الشافعي في "الأم":ورأيت الأئمة بمكة يأمرون بهدم ما يبنون على القبور. ويؤيد الهدم قوله: "ولا قبراً مشرفاً إلا سويته"، وحديث جابر الذي في صحيح مسلم: "نهى صلى الله عليه وسلم على البناء على القبور"، ولأنها أسست على معصية الرسول لنهيه عن البناء عليها وأمره بتسويتها. فبناء أسس


١ لعل الأصل: بل ما هو مضرة، وكان الأولى أن يقال: بل ما يضره.
٢ يظهر أنه سقط من هنا شيء عطف عليه ما بعده.

<<  <   >  >>