الله عليه وسلم:"فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي"، عن الأئمة المجتهدين ومن تلقى العلم عنهم إلى آخر القرن الثالث لقوله صلى الله عليه وسلم:"خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"، وعرّفناهم أنا دائرون مع الحق أينما دار، وتابعون للدليل الجلي الواضح ولا نبالي حينئذ بمخالفة ما سلف عليه من قبلنا. فلم ينقموا علينا أمراً، فألححنا عليهم في مسألة طلب الحاجات من الأموات إن بقي لديهم شبهة؛ فذكر بعضهم شبهة أو شبهتين فرددناها بالدلائل القاطعة من الكتاب والسنة حتى صدقوا، ولم يبق عند أحد منهم شك ولا ارتياب فيما قاتلنا الناس عليه، أنه الحق الجلي الذي لا غبار عليه. وحلفوا لنا الأيمان المعقدة من دون استحلاف لهم على انشراح صدورهم وجزم ضمائرهم أنه لم يبق لديهم شك فيمن قال: يا رسول الله، أو قال يا ابن عباس، أو يا عبد القادر، أو غيرهم من المخلوقين طالباً بذلك دفع شر أو جلب خير من كل مالا يقدر عليه إلا الله تعالى من شفاء المريض والنصر على العدو والحفظ من المكروه ونحو ذلك أنه مشرك الشرك الأكبر الذي يهدر دمه، ويبيح ماله. وإن كان يعتقد أن الفاعل المؤثر في تصريف الكون هو الله وحده، لكنه قصد المخلوقين بالدعاء متشفعاً بهم، ومتقرباً لهم لقضاء حاجته من