للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والفطرة هي الإسلام، فطر الله عليه عباده، وأرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام وأنزل الكتب لإزالة ما ران عليها من الباطل وتقويم ما اعوج، وحمايتها من كل فساد وانحراف، إذ الانحراف طارئ على الناسن حين تفسد فطرتهم التي فطرهم الله عليها١.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ " ٢.

ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} ٣.

وتفسير الفطرة بالإسلام هو المعروف عند عامة السلف رضي الله عنهم، لما تقدم وغيره من الأدلة الكثيرة على ذلك من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

قال أبو هريرة: "الفطرة الإسلام" وكذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وقتادة وأحمد وابن عبد البر وغيرهم٤.


١ انظر: إغاثة اللهفان لابن قيم الجوزية. ١/١٠٦، ١٠٧، ومنهج القرآن في الدعوة إلى الإيمان للدكتور علي بن محمد ناصر فقيهي ص ٣٩ وما بعدها.
٢ البخاري مع الفتح ٣/٢١٩.
٣ الآية ٣٠ من سورة الروم.
٤ انظر: مجموعة الرسائل الكبرى، لابن تيمية ٢/٣٣٣.

<<  <   >  >>