[المبحث الأول: منهجه عليه الصلاة والسلام في حماية توحيد الربوبية]
عني الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا النوع من التوحيد عناية كبيرة مع أنه بعث في مجتمع لا ينكر ربوبية الخالق سبحانه وتعالى، فأكد على هذا النوع من التوحيد، وبيّن دلائله، وشواهده، وجاءت الآيات والأحاديث تبيّن ذلك وتؤكده لأمور أهمها:
١) بيان أن الله تعالى هو المتفرد بالربوبية المطلقة التي لا يشاركه فيها أحد، فهو رب كل شيء ومليكه، وهو القادر على كل شيء، وله الخلق والأمر كلهم مخلوقون مربوبون، وهذا يستدعي العناية والحماية له لما له من أهمية في معرفة العبد ربه عز وجلّ، ولما له من ارتباط بغيره من أنواع التوحيد الأخرى.
٢) أنه وجد من أنكر ربوبية الله تعالى، ونسب ما يجب لله لغيره، وإن كان ذلك قليلا، فكان لا بد من بيان ذلك والرد عليه.
٣) أنه قد يأتي في زمن من الأزمنة من يقع في مثل ذلك، كما هو الحال في زماننا الذي انتشر فيه الإلحاد وإنكار ربوبية الله عز وجل، كالشيوعية الملحدة، وما يعتقده غلاة الصوفية في أوليائهم وغلاة الرافضة في أئمتهم، فكان من الضروري، العناية بهذا النوع من التوحيد.
إلزام الذين يقرون بهذا النوع بالإقرار بأنواع التوحيد الأخرى وإلا فلا معنى لإقرارهم بتوحيد الربوبية ولا ينفعهم ذلك، فقد كانت