[الفصل الخامس: منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في حماية التوحيد]
تقدم الكلام عن منهجه عليه الصلاة والسلام في دعوته إلى التوحيد، وجهاده في سبيله، وكيف كانت دعوته عليه الصلاة والسلام كلها تدور حول التوحيد، وتحقيقه، وترسيخه في النفوس، لأنه أول واجب على العبد، وأساس إيمانه، كما كان مفتاح دعوة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وفي الوقت نفسه بيّن الشرك المضاد لهذا التوحيد وحذّر منه، ونهى عنه وبيّن أنواعه، وخطورته على الناس وعواقبه الوخيمة في الدنيا والآخرة.
سار عليه الصلاة والسلام على هذا المنهج وربى عليه أصحابه رضي الله عنهم حتى علت كلمة التوحيد، ورفرفت راية العقيدة، واختفى الشرك، وتحطمت معاقله، وسار الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها.
واستمر جهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في حماية هذا التوحيد، وحراسة حماه، وكان عليه الصلاة والسلام دائم التعليم لأصحابه يبين لهم فضل الله عليهم بهذا التوحيد وما أعد لأهله من الأجر العظيم والثواب الجزيل، ويحذرهم وينهاهم عن كل ما يخالفه أو يخل به، أو يكدر صفوه، أو يكون ذريعة إلى شيء من ذلك، وما توعد الله به أعداء توحيده، وخصوم أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام الذين أرسلهم ليخرجوا الناس من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد.