للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سادسا: الذبح لغير الله تعالى:

وهذا من عمل الجاهلية، وأهل الشرك في كل زمان ومكان، وهو شرك أكبر يخرج صاحبه من ملة الإسلام إلى الكفر.

وقد أمر الله جل شأنه رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يعلن على المشركين: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} ١.

وهذه هي درجة الكمال في العبودية لله تعالى لا شريك له، والولاء الخالص له سبحانه وتعالى، وهي مفاصلة كاملة عما عليه أهل الجاهلية. قال ابن كثير رحمه الله عند تفسير هذه الآية:"يأمره تعالى أن يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله، ويذبحون لغير اسمه، أنه مخالف لهم في ذلك، فإن صلاته لله، ونسكه على اسمه وحده لا شريك له، وهذا كقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} ٢. أي: اخلص له صلاتك وذبحك، فإن المشركين كانوا يعبدون الأصنام، ويذبحون لها، فأمره الله تعالى بمخالفتهم، والانحراف عما هم فيه، والإقبال بالقصد والنية والعزم على الإخلاص لله تعالى"٣.


١ الآيتان ١٦١، ١٦٢ من سورة الأنعام.
٢ الآية ٢ من سورة الكوثر.
٣ الحافظ ابن كثير – تفسير القرآن العظيم ٢/ ١٩٨.

<<  <   >  >>