للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهم جميعا تجمعهم ولاية الشيطان، وادعاء علم الغيب، واستخدام الشياطين وادعاء أنهم أولياء الله وإن ما يعملونه كرامة، والحق بأنهم أولياء الشيطان وعملهم كذب وشعوذة، يلبسون به على جهلة المسلمين.

"ولا ريب أن من ادعى الولاية، واستدل بأخباره ببعض المغيبات، فهو من أولياء الشيطان، لا من أولياء الرحمن، إذ الكرامة أمر يجريه الله على يد عبده المؤمن التقي، إما بدعاء، أو أعمال صالحة، لا صنع للولي فيها، ولا قدرة له عليها، بخلاف من يدعي أنه ولي ويقول للناس: اعلموا أني أعلم المغيبات، فإن هذه الأمور قد تحصل بما ذكرنا من الأسباب، وإن كانت أسبابا محرمة كاذبة في الغالب، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصف الكهان: "فيكذبون معها مائة كذبة" فبين أنهم يصدقون مرة، ويكذبون مائة، وهكذا حال من سلك سبيل الكهان ممن يدعي الولاية والعلم بما في ضمائر الناس، مع أن نفس دعواه دليل على كذبه، لأن في دعواه الولاية تزكية النفس المنهي عنها بقوله تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} ١ وليس هذا من شأن الأولياء، فإن من شأنهم الإزراء على نفوسهم وعيبهم لها وخوفهم من ربهم، فكيف يأتون الناس ويقولون: اعرفوا أننا أولياء، وإنا نعلم الغيب"٢.


١ من الآية ٣٢ من سورة النجم.
٢ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ – فتح المجيد ص ٢٥٦-٢٥٧.

<<  <   >  >>