للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" ١. وكما جاء في الحديث عن عون بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: "الجماعة" ٢.

والجماعة: ما وافق الحق وهم الكثرة وإن قلوا، والحق في اتباع الكتاب والسنة. والكلام حول الانحراف في توحيد الأسماء والصفات ذو شجون ليس هذا مقام التفصيل فيه، ولكن الذي يهمنا معرفته أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين ما يجب على الإنسان المسلم أن يعتقده في ربه وما يصفه به، غاية البيان وأوضحه غاية الإيضاح بما لا يدع مجالا لإعمال فكر أو إمعان رأيه إلا في تأمل عظمة الخالق وأنه سبحانه لا مثل له ولا شبيه ولا نظير، فكل عقل أو فهم قاصر عن إدراك كنهه وكيفيته، ولكن الواجب الحتمي معرفة أنه له الأسماء الحسنى والصفات العلى، أما المتكلمون فمهما تفلسفوا فهم مفلسون بشهادتهم على أنفسهم، إذ أن مشاهيرهم اعترفوا


١ البخاري مع الفتح ٦/٦٣٢، ومسلم بشرح النووي ١٣/٦٥، واللفظ له.
وقد ورد بأكثر من رواية في الصحيحين.
٢ صحيح سنن الترمذي ٢/٣٦٤.

<<  <   >  >>