ذكر هذه الأبيات الشيخ سليمان بن سحمان في كتابه "الصواعق المرسلة الشهابية على الشبه الداحضة الشامية" صـ٧٢، وأضاف الحفظي إلى ذلك ما صرح به في "اللجام المكين والزمام المتين" حيث قال: ولقد كتبت إلى بعض علماء اليمن وقضاتها منظومة قلتها في ذلك - أي في الدفاع عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب.
والحق أولى أن يجاب وإنما ... لم أدر ما حيلولة المتحيل
إن كان ظنا أن ذاك مخالف ... فهو البري من الخلاف المبطل
بل قام يدعو الناس للتوحيد ... والتجريد والتغريد للرب العلي
ويذب عن شرع النبي محمد ... ويذم من يدعو النبي أو الولي
أو كان ظنا أن فيه غلاظة ... وفظاظة وشكامة لم تجمل
فأقول حاشا أن فيه ليونة ... وهيونة للمقبل المستقبل
وإذا رأيت مفاسدا من بعضهم ... فالشيخ عن ذاك الفساد بمعزل
ومما وفق فيه العلامة الحفظي مكاتبة أئمة الدعوة في كل مناسبة تقتضي ذلك. فقد كتب إليهم يسأل عن مسألة الضيافة هل هي واجبة أم لا؟ وعن طلب الإمام وعماله الزكاة من الأموال للباطنة هل يجوز له أم لا؟ وعن حكم العمل بصريح الحديث وظاهره إذا وجده المرء الأمهات الست أو ما التزم مخرجه فيه الصحة والحسن. هل للإنسان العمل به والاعتماد عليه وإن لم يبحث عنه هل هو منسوخ أم لا؟ وهل عارضه أقوى منه؟ وفي خطاب الحفظي المتضمن لتلك الأسئلة تصريحه بأنه على ما عليه الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب من إخلاص الدعاء لله وترك عبادة ما سواه وأنه لا يرضى بالإشراك والتخلف عن التوحيد ولو قدر فواق، فأجابه الشيخان الجليلان حسين وعبد الله ابنا الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب عن تلك الأسئلة بجواب سجل تحت عنوان "المسائل الحفظية" في الجزء الرابع من مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ط مطبعة المنار صـ٥٤- ٥٤٩.
وكتب الحفظي - أيضا - إلى أئمة الدعوة يسأل عن ضبط كلمة الإخلاص ومعناها وحقيقتها وحكمها ولازمها وفائدتها ومقتضاها ونواقضها ومتمماتها، فأجاب عن ذلك