سما ذروة المجد التي ما ارتقى لها ... سواه ولا حاذى قناها سميدع
وشمر في منهاج سنة أحمد ... يشيد ويحيى ما تعفى ويرفع
وينفى الأعادى عن حماه وسوحه ... ويدمغ أرباب الضلال ويدفع
يناظر بالآيات والسنة التي ... أمرنا اليها في التنازع نرجع
فأضحت به السماء يبسم ثغرها ... وأمسى محياها يضيء ويلمع
وعاد به نهج الغواية طامسا ... وقد كان مسلوكا به الناس تربع
وجرت به نجد ذيول افتخارها ... وحق لها بالألمعي ترفع
فآثاره فيها سواح سوافر ... وأنواء فيها تضىء وتسطع
لقد وجد الإسلام يوم فراقه ... مصابا خشيناه بعده يتصدع
وطاشت أولو الأحلام والفضل والنهى ... وكادت له الأرواح تترى وتتبع
وطارت قلوب المسلمين بيومه ... وظنوا به أن القيامة تقرع
فضجوا جميعا بالبكاء تأسفا ... وكادت قلوب بعده تتفجع
وفاضت عيون واستهلت مدامع ... يخالطها مزج من الدمع يهجع
بكته ذوو الحاجات يوم فراقه ... وأهل الهدى والحق والدين اجمع
فمالى أرى الأبصار قلص دمعها ... وليست على فقداه تهمى وتدمع
ومالى أرى الألباب تبدى قساوة ... وليست على ذكراه يوما توجع
لقد غدرت عين تضن بماءها ... عليه وكبد قد أبت لا تقطع
يحق لأرواح المحبين أن ترى ... مقوضة لما خلت منه أربع
وتتلو سريرا فوقه قمر الهدى ... وشمس المعالى والعلوم تشيع
فما بالها قرت بأشباح أهلها ... ولم تك في يوم الوداع تودع
فيالك من قبر حوى الزهد والتقى ... وحل به طود من العلم مجرع
لئن كان في الدنيا له القبر موضعا ... فيوم الجزا يرجى له الخلد موضع
سقى قبره من هاطل العفو ديمة ... وباكره سحب من البر همع
وأسكنه بحبوحة الفوز والرضى ... ولا زال بالرضوان فيها يمتع