وقال الشوكاني:
مصاب دها قلبي فأذكى غلائلي ... وأحمى بسهم الافتجاع مقاتلي
وخطب به أعشار أحشاي صدعت ... فأمست بفرط الوجد أي ثواكل
ورزء تقاضاني صفاء معيشتي ... وأنهلني قسرا أمر المناهل
غدوت به وهن التياع ولاعج ... حليف أسى للقلب غير مزائل
أسير جوى أفنى فؤادي رسيه ... وقلب من الحزن البدح ذاهل
مصاب به قامت علتي قيامة ... ومن كرب لاقيت أعظم هائل
مصاب به ذابت حشاشة مهجتي ... وعن حمله قد كل متني وكاهلي
مصاب به قد أظلم الكون كله ... وكان على حال من الحزن هائل
مصاب به الدنيا قد اغبر وجهها ... وقد شمخت أعلام قوم أسافل
رميت به عن قوس أبرح لوعة ... بها نجم روحي كان أسرع آفل
به هد ركن الدين وانبت حبله ... وشد بناء الغي مع كل باطل
وقام على الإسلام جهرا وأهله ... نعيق غراب بالمذلة هائل
وسيم منار الاتباع لأحمد ... هوان انهدام جاء من كل جاهل١
وهبت لنار الابتداع سمائم ... بسم لنفس الدين صرد وقاتل
فيا مهجتي ذوبي أسى وتأسفا ... ويا كبدي انقشي بحزن مواصل
ويالوعتي دومي وزيدي ولازمي ... ويا فجعتي للقلب ما عشت نازلي
ويا مقلتي غني الكرى عنك جانبا ... وجودي بدمع دائم السكب هاطل
ويا جزعي لاغبت كن متجددا ... ويا سلوتي ولي وللقلب زائلي
فقد مات طود العلم قطب رحى العلا ... ومركز أدوار الفحول الأفاضل
وماتت علوم الدين طرا بموته ... وغيب وجه الحق تحت الجنادل
إمام الهدى ماحي الردى قامع العدى ... ومروى العدى من فيض علم ونائل
جمال الورى رحب الذرى شامخ الذرى ... وجم القرى صدر الصدور الأوائل
عظيم الوفا كنز الشفا معدن الصفا ... جلى الخفا عن مشكلات المسائل
بهى السنا عذب طيب الثنا ... منيل المنى من سيبه كل آمل
١كذا في أثر الدعوة الوهابية للشيخ محمد حامد الفقي وفي الدرر السنية قسم التراجم.