للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"السيرة" أم "الترجمة"؟.. وتساؤل آخر يتعلق بطبيعتها: أين يجب تصنيفها؟

يقول إحسان عباس في كتابه فن السيرة (١) " ففي أحضان التاريخ إذن نشأت السيرة وترعرعت، واتخذت سمتا واضحا، وتأثرت بمفهومات الناس عنه على مر العصور، وتشكلت بحسب تلك المفهمومات، فكانت تسجيلا للأعمال والأحداث والحروب المتصلة بالملوك عند الصينيين والمصريين والأشوريين".

وهناك مقولة أخرى للباحث محمد بيومي مهران (٢) : "ولا ريب في أن الدراسات التي تبحث في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه، إنما هي من أعلى الكتابات منزلة، وأكرمها موضوعاً، وأحلاها أخباراً، وأنداها على القلوب المؤمنة روحاً وذكراً، وقد فطن لذلك الحافظ الذهبي فأنزلها المنزلة التي تليق بها، عندما أخذ في تصنيف المؤلفات التاريخية، وما تنطوي عليه من فنون، فأعطى فن السيرة الأولوية في تصنيفه الذي عدد فيه أربعة فنون، تنتهي في موضوعها إلى علم التاريخ، وتدخل في حيز المؤلفات التاريخية".

صحيح أن السيرة - عموماً - قد ابتعدت عن هذا الأصل التاريخي، حين أصبحت غايتها تعليمية أو أخلاقية، ولكن الطابع الغالب على


(١) إحسان عباس: فن السيرة: بيروت، دار الثقافة، ١٩٥٦م، ص٩.
(٢) محمد بيومي مهران: السيرة النبوية الشريفة، بيروت، دار النهضة العربية، ١٩٩٠م، ص٩.

<<  <   >  >>