[الفصل الثاني: الكتابات الإسبانية للسيرة: دراسة ونقد]
[المبحث الأول: اهتمامات الباحثين الإسبان بالسيرة إلى غضون القرن التاسع عشر]
قال الباحث الإسباني Forneas (١) عند تقديمه كتاب "الإنجيل والقرآن": "لن يكون للحضارة الإسلامية وجود بدون قرآن " وبدون سيرة لن نفهم هذا القرآن الكريم. هذه حقيقة لا أحد ينكرها.
إن الحضارة العريقة للأندلس اهتمت بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ودليلنا كثرة المصادر التي تتحدث عن شخصه صلى الله عليه وسلم. إلا أنه ومع كل هذا نميل إلى ما قيل من كون هذه المصادر قليلة بالمقارنة مع ما يتوقعه الباحث. فنادراً ما تجد كتابا جامعا شاملا لسيرة المصطفى، إلا إن كان مترجماً من الفرنسية أو الإنكليزية:" إن الباحث عن المصادر الإسبانية التي تؤرخ لشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم أو تقرؤها (بأسلوب فكري) لا يجد القدر الذي يتصوره، بل يحصل على أسماء قليلة، وذلك مقارنة مع ما يكون في أقطار أخرى (مثل فرنسا، ألمانيا...) كما يُحال على مصادر لو توجه قبلتها لخرج الموضوع عن هدفه ولما تمكن من شيء".
(١) Jomier, Jacques, Biblia y Coran, traduccion espanola Forneas, José Maria, Madrid, Razon y Fe, , (prologo del traductor) .