[المبحث الرابع: التطبيقات العملية للسيرة النبوية في الغرب]
إن كثيرا من أهل العلم حرموا الهجرة إلى ديار الغرب لخوفهم من ضياع الدين. وقد كانوا محقين إلى درجة كبيرة. فهناك العديد من المسلمين تنصروا وآخرين يسخرون من دين الله. أما الأبناء فحدث ولا حرج: أطفال بلا هوية ولا عقيدة ولا علم ولا حياء ولا سمت ولا أي خصلة من الخصال الحميدة. إن المسلم سفير للإسلام أينما حل وارتحل وإذا أردنا من خلال هذه الدراسة تبيان حقيقة الكتابات حول السيرة فلا بد لنا أيضا من وقفة مع سيرة المهاجرين الذين - أبيْنَا أم أحببنا- خربوا الدار والنفوس. فالمهاجر المسلم في إسبانيا أصبح رمزا للسرقة والاغتصاب والوسخ والجهل ... والإسبان البسطاء يظنون أن هذه الرذائل مستمدة من القرآن وسيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهما بريئان من كل هذا.
ماذا نريد أن نقول بعد كل هذا، على الغُيُر على هذا الدين نشر كتب للسيرة للأطفال المهاجرين بأسلوب إسباني بسيط ومفهوم حتى يستوعبوا دروسا من سيرة خير البشر، وإلا فسنعرض هؤلاء الأبناء إلى مزيد من الإهمال ومزيد من الضياع. ولم لا يُقام بزيارات للمؤسسات الإسبانية في إطار التعاون الثقافي وإبلاغ هؤلاء الشباب والتلاميذ بالدور الذي يجب أن يقوموا به في إسبانيا. هذه تطبيقات عملية لسيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم في الغرب عموما وإسبانيا خصوصا.