للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقالوا في قاموس الكتاب المقدس: " إنه يظن أن أول من استعمل هذه الكلمة وصاغها هو "ترتليان" في القرن الثاني ثم "إثناسيوس" الذي وضع أساس هذه العقيدة التي قبلها مجمع نيقيه عام ٣٢٥ م. ولقد تبلور ذلك الأساس على يد "أغسطينوس" في القرن الخامس الميلادي وصار القانون عقيدة الكنيسة الفعلية من ذلك التاريخ إلى يومنا هذا"١.

ففي هذا دلالة على أن النصارى ابتدعوا عقيدة التثليث في وقت متأخر جداً.

والواقع أنهم استوردوها من الأديان الوثنية التي كانت تحيط بهم، أو نقلوها من الأديان التي كانوا عليها قبل أن يدخلوا في النصرانية، فقد ذكر كثير من الكتاب أن التثليث كان منتشراً في كثير من المناطق قبل أن يدعيه النصارى.

فمن ذلك قول "برتشرد" في كتابه "خرافات المصريين الوثنيين": "لا تخلو كافة الأبحاث المأخوذة عن مصادر شرقيه من ذكر أحد أنواع التثليث أو التولد الثلاثي أي الأب والابن والروح القدوس".

وجاء في كتاب "سكان أوربا الأول" " كان الوثنيون القدماء يعتقدون بأن الإله واحد ذو ثلاثة أقانيم".

وقال "بونويك" في كتاب "إعتقاد المصريين" "وأغرب عقيدة عم انتشارها في ديانة المصريين "الوثنيين القدماء" هي قولهم "بلاهوت الكلمة" وأن كل شيء صار بواسطتها وأنها "أي الكلمة" منبثقة من الله، وأنها الله "٢.


١ قاموس الكتاب المقدس ص ٢٣٢. وانظر تاريخ الفكر المسيحي (١/٥٢٨) .
٢ انظر هذه النقول وغيرها كثير في كتاب العقائد الوثنية في الديانة النصرانيةص ٣٥،٣٦،٤١.

<<  <   >  >>