للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السلف-، خاصة بعدما انتشرت هذه الدعوة الإصلاحية خارج بلاد نجد، حيث إن بلاد نجد لم تكن ظاهرة فيها الانحرافات في باب الأسماء والصفات، كما كانت الانحرافات ظاهرة ومشاهدة في باب العبادة والألوهية.

يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن- رحمه الله- عن حال أهل نجد في مسألة الأسماء والصفات:

(ونحن بحمد الله قد خلت ديارنا من المبتدعة أهل هذه المقالات) ١ لكن لما انتشرت الدعوة خارج بلاد نجد، احتاج الأمر إلى زيادة بيان في مبحث الأسماء والصفات، لما كان عليه غالب بلاد المسلمين من كثرة الانحراف في باب الأسماء والصفات.

كما أن هذا البيان المفصل- نوعا ما- سيكون بمثابة الرد- ابتداء- والحجة الدامغة لفرية الخصوم الآتي ذكرها بعد هذا البيان.

وسنورد مفتريات الخصوم- كما جاءت مدونة في كتبهم أو من نقلها عنهم-، ثم نتبعها بالرد والدحض. ونسوق في خاتمة هذا الفصل- وبإيجاز- بعض ما سطره خصوم أئمة الدعوة في بيان معتقدهم في الأسماء والصفات. يقرر الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله- عقيدته في باب الأسماء والصفات فيقول- بكل وضوح-:

(ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، بل أعتقد أن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه ولا أحرف الكلم عن مواضعه، ولا ألحد في أسمائه وآياته، ولا أكيف، ولا أمثل صفاته تعالى بصفات خلقه، لأنه تعالى لا سمي له ولا كفؤ له، ولا ندّ له ولا يقاس بخلقه، فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً، فنزّه سبحانه عما وصفه به المخالفون من أهل التكييف والتمثيل، وعما نفاه عنه النافون من أهل التحريف والتعطيل. فقال: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ. وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ٢. وأعتقد أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود وأنه تكلم به


١ "الدرر السنية" ٩/١٦٤.
٢ سورة الصافات آية: ١٨٠-١٨٢.

<<  <   >  >>