للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حقيقة، وأنزله على عبده ورسوله وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم) ١. ويقول أيضاً- رحمه الله- في بيان توحيد الأسماء والصفات:

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ٢ متضمنة لما يجب إثباته له تعالى من الأحدية المنافية لمطلق الشركة بوجه من الوجوه، ونفي الولد والوالد المقرر لكمال صمديته وغناه وأحديته، ونفي الكفء المتضمن لنفي الشبيه والمثيل، فتضمنت إثبات كل كمال، ونفي كل نقص، ونفي إثبات شبيه له، أو مثيل في كماله، ونفي مطلق الشريك ... ) ٣. ويثني الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن- رحمه الله- على جده الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، ثناءً حسناً، لما كان عليه من سلامة المعتقد، وتمام الاتباع للسلف الصالح في باب الأسماء والصفات، فيقول الشيخ عبد اللطيف:

(ولهذا المجدد علامة يعرفها المتوسمون، وينكرها المبطلون، أوضحها وأجلاها وأصدقها وأولاها، محبّة الرعيل الأول من هذه الأمة، والعلم بما كانوا عليه من أصول الدين، وقواعده المهمة التي أصلها الأصيل وأسها الأكبر الجليل معرفة الله بصفات كماله، ونعوت جلاله، وأن يوصف الله بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا تحريف ومن غير تكييف ولا تمثيل) ٤.

وقد أورد صاحب "جواب الجماعة" معتقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في باب الأسماء والصفات فقال:

(وكان رحمه الله يعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة ... ، فيؤمن بأن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلا ينفي عنه ما وصف به نفسه، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يلحد في أسمائه، وآياته، ولا يكيف، ولا يمثل صفاته بصفات خلقه ... ) ٥.

فظهر جليا- مما سبق ذكره- ما كان يعتقده الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله- في باب الأسماء والصفات، وأنه- رحمه الله- يدين الله بما كان عليه السلف الصالح من الإيمان بما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من


١ "مجموعة مؤلفات الشيخ" ٥/٨.
٢ سورة الإخلاص آية: ١.
٣ "مجموعة مؤلفات الشيخ" ٤/٣٥، ٣٦.
٤ "مجموعة الرسائل والمسائل" ٣/١٥٦، ١٥٧.
٥ "جواب الجماعة" ص١٩٤.

<<  <   >  >>