للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في هذا الباب، من الأدلة والحجج في إبطال تلك الشبهة، لذا فإننا نقتصر على دليل واحد مما ذكره الشيخ الإمام في شرحه لحفيده الشيخ سليمان بن عبد الله رحمهم الله، يقول الشيخ الإمام:

(قوله صلى الله عليه وسلم- فيما زاده البرقاني في صحيحه- " وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتى الأوثان ... " ١٢ الحديث) ٣.

يقول الشيخ سليمان- شارحا له-: (وفي رواية لأبي داود: "وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان" ومعناه ظاهر، وهذا هو شاهد الترجمة، ففيه الرد على من قال بخلافه من عباد القبور الذين ينكرون وقوع الشرك، وعبادة الأوثان في هذه الأمة، وفي معنى هذا ما في "الصحيحين" عن أبي هريرة مرفوعا: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة.." إلى آخر ما قاله رحمه الله) ٤. ويرد الشيخ عبد الرحمن بن حسن- رحمه الله- على استدلال صاحب الإحساء بالآيتين السابقتين ... فيقول:

(قلت: فترك من الآيتين ما هو دليل عليه، وذلك أن، الله وصف خير أمة أخرجت للناس بثلاث صفات وهي لأهل الإيمان خاصة، وليس لأهل الكفر والشرك، والنفاق والبدع والفسوق فيها نصيب فقال: "تأمرون بالمعروف وتنهون عن المذكر وتؤمنون بالله، فليس المشركون والمنافقون من خير أمة.. بل هم شرار الأمة"..) ٥. ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله:

(وكل أهل الملل من اليهود النصارى والمجوس والصابئة من أمته الذين أرسل إليهم، وكلهم من أمة محمد، وهم أمة الدعوة ... ومن لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يتبعه من هذه الملل الخمسة فهو في النار، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ


١ سنن أبي داود: كتاب الفتن والملاحم (٤٢٥٢) , ومسند أحمد (٥/٢٧٨ ,٥/٢٨٤) .
(وهذه الزيادة عند الإمام أحمد وأبي داود وابن ماجه وبحشل في تاريخ واسط، والحاكم، وأبي نعيم في الحلية والدلائل بسند صحيح على شرط مسلم) عن كتاب "النهج السديد في تخريج أحاديث تيسير العزيز الحميد لجاسم فهيد الدوسري، ط ا، دار الخلفاء، الكويت، ١٤٠٤هـ، ص ١٢٩.
٣ تيسير العزيز الحميد، ص ٣٦٩.
٤ تيسير العزيز الحميد ص ٣٧٧.
٥ مجموعة الرسائل والمسائل ٢/٥٤، ٥٩ بتصرف وانظر رد الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن على الاستدلال بالآيتي السابقتين ( {كنتم خير أمة أخرجت للناس} ، {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} ونحوهما، "الدرر السنية" ٩/٣٥٤- ٣٥٦.

<<  <   >  >>