للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الفصل الثاني]

[منشيء علم العربية]

...

مُنشئ علم العربيّة

تبيَّن ممَّا سبق أنَّ العقليَّة العربيَّة في المدينة في القرن الأول الهجري كانت مهيَّأة تماماً لظهور علم العربية بعامة والنَّحو على وجه الخصوص، وأنَّ هذا العلم ككل قانون تتطلبه الحوادث وتقتضيه الحاجات١، ولم يكن قبل الإسلام ما يحمل العقول على التَّفكير فيه.

فمن أنشأ هذا العلم؟

لقد اختلف علماء العربيَّة قديماً وحديثاً في أمر واضع النَّحو العربي، وتضاربت آراؤهم، وتباينت توجيهاتهم، وردّ بعضهم على بعض، فبعضهم يقول: إنّه عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - ويقول بعضهم: إنَّه أبو الأسود الدؤلي، ويراه بعضهم الآخر نصر بن عاصم، في حين يرى فريق منهم أنّه عبد الرَّحمن بن هرمز المدني.

وأنكر بعض الباحثين المعاصرين ذلك كلّه، وذهب إلى أنَّ معرفة واضع النَّحو في العربية يكاد يكون معضلة٢، وأنَّه غامض في منشئه كل الغموض٣؛فلا سبيل إلى تحقيقه البتة٤.

وفي هذا الشَّأن يقول بروكلمان: "يبدو أنَّ أوائل علم اللغة العربية ستبقى


١ ينظر: نشأة النحو ١٢.
٢ ينظر: اللغة والنحو ٥٤ا.
٣ ينظر: ضحى الإسلام ٢/٢٨٥.
٤ ينظر: اللُغة والنحو ١٥٤، وهمزة (البتة) همزة وصل، وبعضهم يجعلها همزة قطع، وكلاهما صحيح.

<<  <   >  >>