للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مرموقة في النحو جعلت أهل المدينة - حينئذ - يقبلون عليه لتلقي هذا العلم على يديه.

ترجم له القفطي وجعله من نحاة المدينة، وقال: "أخذ عنه أهل المدينة النحو"١.

وقال ابن عساكر: "وكان نحوياً أخذ عنه أهل المدينة، وكان يذهب مذهب الشراة٢، ويكتم ذلك، فلما ظهر أبو حمزة الشاري بالمدينة سنة ١٣٠ هـ خرج معه، فقتل فيمن قتل بخلافة مروان بن محمد"٣.

فقيل في مقتله:

لَقَدْ كَانَ بَشْكُسْتُ عبد العَزيز ... مِنَ أهل٤ القِرَاءَةِ والمَسْجِدِ

فَبُعْداً لبَشْكُسْت عبد ِالعزيز ... وأمّا القران٥ فلايَبْعد٦

وكان بَشْكُسْت نحويا بارعاً يكره اللحن في الكلام ويأنف منه، وقد عرف عنه ذلك، وله فيه حكايات منها ما رواه ابن عساكر في قوله: "وفد بشكست النحوي على هشام بن عبد الملك، فلما حضر الغداء دعاه هشام، وقال لفتيان بني أمية: تلاحنوا عليه، فجعل بعضهم يقول يا أمير المؤمنين: رأيت أبي فلان، ويقول آخر: مربي أبي فلان، ونحو هذا، فلما ضجّوا أدخل [بَشْكْست] يده في صحفة فغمسها ثم طلى لحيته، وقال لنفسه: ذوقي، هذا جزاؤك في مجالسة الأنذال"٧.

ولا نعلم من تراث هذا النحوي شيئاً، فقد ذهب نحوه فيما ذهب من تراث المدنيين.


١ إنباه الرواة ٢/١٨٣.
٢ الشراة هم الخوارج، سمو بذلك لقولهم: شرينا أنفسنا في طاعة الله.
٣ تاريخ دمشق ١٠/ ١٤٢.
٤ وصل الهمزة ضرورة.
٥ خفف الهمزة ضرورة.
٦ ينظر: الأغاني ٢٣/١٤٦.
٧ تاريخ دمشق ج٥ الورقة ٤٥٤/١.

<<  <   >  >>