للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقاصد الدين كلها، ويُربّي أتباعه وتلاميذه على العاطفة وعلى الغيرة ولكن على غير بصيرة. وهذا نقْص، وخلل شديد، تكون له آثاره السيئة فيما بعد

-ولو أرضى العواطف الإيمانية أول الأمر- وقد قال الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم: {قُل هَذِهِ سَبِيلِي أُدعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيْرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبعَني} ١.

فإذا كانت الدعوة واجبة، فإن الواجب أن تكون على بصيرة وعلى فقه وفهم ووعي. وبذلك الفهم والفقه ينبغي أن يكون الداعية أول مَنْ يَعْتني.

وينبغي أن يكون العِلْم هو الأساس الذي تُبنى عليه الدعوة، بل العلم شرط للقول والعمل.

ولهذا قال الإمام البخاري: العلم قبل القول والعمل، لقول الله تعالى: {فَاعْلم أنَّه لا إِلهَ إلاّ الله} ٢. فبدأ بالعلم. وإن العلماء هم ورثة الأنبياء. ورّثوا العلم، مَنْ أَخَذَه أخذ بحظ وافر. ومَنْ سلك طريقاً يَطْلب به عِلْماً سهّل الله له طريقاً إلى الجنة.

وقال جلّ ذكره: { ... إنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَماءُ} ٣.

وقال: { ... وَمَا يَعْقِلُهَا إلاَّ الْعَالِمُون} ٤.

وقال: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا في أَصحابِ السَّعير} ٥.


١ ١٠٨: يوسف: ١٢.
٢ ١٩: محمد: ٤٧.
٣ ٢٨: فاطر: ٣٥.
٤ ٤٣: العنكبوت: ٢٩
٥ ١٠: الملك:٦٧

<<  <   >  >>