للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النوع الخامس: هو شكُّ كثير من الناس وطعْنهم في كثير مما أهلُ السنّة والجماعة عليه متفقون، بل وفي بعض ما عليه أهل الإسلام، بل وبعض ما عليه سائر أهل الملل متفقون، وذلك:

- من جهة نقلهم وروايتهم تارة.

- ومن جهة تنازعهم ورأيهم أخرى.

أما الذي مِن جهة النقل والرواية: فقد عُلِم أن الله حفظ هذا الدين، كما قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظَون} ١؛ فحفظ الله الذكر الذي أنزله على رسوله.

وأَمرَ أزواجَ نبيه بذكْره، أي بأن يَذكرنَهُ، حيث يقول: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَة} ٢. وحَفِظه من أن يقع فيه من التحريف ما وقع فيما أَنزل قبله.

كما عصم هذه الأمة أن تجتمع على ضلالة.

فعصم حروف التنزيل أن تُغَيَّر.

وحفظ تأويله أن يَضِلّ فيه أهل الهدى المتمسكون بالسنّة والجماعة.

وحفظ أيضاً سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم عما ليس فيها، من الكذب عمداً أو خطأ، بما أقامه من علماء أهل الحديث وحفّاظه الذين فحصوا عنها وعن


١ ٩: الحجر: ١٥.
٢ ٣٤: الأحزاب: ٣٣.

<<  <   >  >>