للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كلا، إنّ الإسلام دين حضارة وتمدّن، جاء بتشريعات متكاملة يفيد منها الحضري في كل زمان، ولم يترك الأعرابيَ غُفلاً من التشريع والتقنين بل سنّ له ما يضمن نجاة أمواله وتجارته، فنهى أن يتلقاه الحضري قبل أن يصل بسلعته إلى سوق الحاضرة، فيغرَّر به بابتياع ما لديه بثمن بخس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَلقّوا الركبان، ولا يبع حاضر لباد" (١) .

ثم أيّ حياة معقّدة هي حياة البادية حتى يشرّع لها الإسلام ما يحل مشكلاتها وتعقيداتها.

إنّ الإسلام شرّع للبيئات والأزمان جميعاً، لكن التشريع يظهر أثره أكثر حيث يوجد الاحتكاك، والأخذ والعطاء، والبيع والشراء، والمعاملات والمبادلات بمختلف أنواعها، بينما يقلُّ ذلك في البادية.


(١) أخرجه البخاري ٣/٩٢، ٩٤، ومسلم، كتاب البيوع ١١، ١٩.

<<  <   >  >>