للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفي سني دعوته الأولى، احتمل كثيراً من اضطهادات أصحاب الديانات القديمة، شأن كل نبي قبله نادى أمته إلى الحق، ولكن هذه الاضطهادات لم تثنه عن عزمه، بل ثابر على دعوة أمته.

وقد امتاز المؤمنون كثيراً عن العرب (*) : بتواضعهم وزهدهم في الدنيا، وحب العمل والقناعة، وبذلوا جهدهم في مساعدة إخوانهم في الدين عند حلول المصائب بهم. ولم يمض على جماعة المؤمنين زمن طويل، حتى أصبح الناس المحيطون بهم يحترمونهم احتراماً عظيماً، ويعظمون قدرهم، وراح عدد المؤمنين يتزايد يوماً بعد يوم ... !!

ومن فضائل الدين الإسلامي: أنه أوصى بالمسيحيين واليهود ورجال دينهم. فقد أمر بحسن معاملته، وقد بلغ من حسن معاملته لهم أنه سمح لأتباعه بالتزوج من أهل الديانات الأخرى، ولا يخفى على أصحاب البصائر العالية، ما في هذا من التسامح العظيم " ثم ختم كلامه قائلاً: "لا ريب أن هذا النبي، من كبار الرجال المصلحين؛ الذين خدموا الهيئة الاجتماعية خدمة جلية، ويكفي فخراً أنه هدى أمته برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح للسلام، وتكف عن سفك الدماء وتقديم الضحايا. ويكفيه فخراً أنه فتح لها طريق الرقي والتقدم، وهذا عمل عظيم لا يفوز به إلا شخص أوتي قوة وحكمة وعلماً، ورجل مثله جدير بالإجلال والاحترام" (١) .


(*) يعني: عن سائر العرب من غير المؤمنين.
(١) الأعمال الكاملة محمد عبدو: ٢/٣٦٧ مؤثرات عربية وإسلامية في الأدب الروسي عالم المعرفة، العدد ٥٥، سنة ١٩٩١.

<<  <   >  >>