للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً} ١، وقوله تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} ٢، وقوله: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} ٣.

وما لا يجوز أن يكون لغة لا يكون شعراً عند أحد، فلما نفى الله عز وجل كون ما زعم كفار قريش أنه شعر٤ وأثبته قرآناً لم تبق شبهة لذي لبّ في أن القرآن المختلف في حكمه الذي أمر الجميع بالإيمان به هو كتاب الله سبحانه العربي، الذي علم أوّله وآخره، فمن زعم أن القرآن اسم لما (هو) ٥ غيره وخلافه دونه بان حمقه٦ ا. هـ.

فإن أقرّ الأشعري ومن وافقه بأن القرآن هو الذي يعرفه الخلق


١ سورة يوسف آية: ٢.
٢ سورة الشعراء آية: ١٩٥.
٣ سورة يس آية: ٦٩.
٤ في الأصل: " شعراً " وهو خطأ.
٥ " هو " ليست في الأصل زدتها لاقتضاء السياق.
٦ يجد القارئ صعوبة في فهم مراد المؤلِّف من هذه الجملة.
والذي اتضح لي منها: أنه يريد أن يثبت أن هذا الذي ادعت قريش أنه شعر وأثبته الله قرآناً، أنه لغة وأنه هو هذا الكتاب العربي الذي هو كلام الله، لأن في ادعاء قريش أنه شعر إثباتاً لكونه لغة، لأن الشعر لا يكون إلا لغة، والله سبحانه إنما نفى كونه شعراً ولم ينف كونه لغة؛ لأنه ليس كلّ لغة شعراً، ثم أثبته قرآناً عربياً مبيناً. يرد بذلك على الكلابية الذين قالوا إن الله لا يتكلم بالعربية ولا بغيرها من اللغات ولا يدخل كلامه النظم والتأليف كما تقدم.

<<  <   >  >>