٢ نقل الشهرستاني عنه أنه كان يقول: "لا يجوز أن تتعلق به الرؤية على جهة ومكان وصورة ومقابلة واتصال شعاع، أو على سبيل انطباع فإن كل ذلك مستحيل ثم قال:- وله في ماهية الرؤية قولان: أحدهما: أنه علم مخصوص.... والثاني أنه إدراك وراء العلم.." انظر: (الشهرستاني: الملل والنحل ١/ ١٠٠) و (نهاية الأقدام ٣٥٦) . والذي في كتب الأشعري التي اطلعت عليها: إثبات رؤية الله تعالى بالأبصار؛ إذ يقول في كتاب الإبانة ص٢٥: وندين بأن الله تعالى يرى في الآخرة بالأبصار كما يرى القمر ليلة البدر يراه المؤمنون كما جاءت الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عقد باباً في إثبات رؤية الله تعالى بالأبصار في الآخرة ص ٣٥. وقال في رسائله لأهل الثغر: "وأجمعوا على أن المؤمنين يرون الله عز وجل يوم القيامة بأعين وجوههم على ما صرح به تعالى في قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} وقد بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ورفع كل إشكال فيه بقوله للمؤمنين: "ترون ربكم عياناً "، وقوله: "ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته ". فبين أن رؤيته تعالى بأعين الوجوه أ. هـ (لوحة ١٤٨ مخطوط مصور بمكتبة الدراسات تحت رقم ٤٧ عقائد) . وفي المطبوع ص ١٣٤، ويحمل ما ذكره المؤلف وما نقله الشهرستاني عنه على ما كان عليه قبل أن يرجع إلى مذهب السلف، ومذهب السلف أن الرؤية لا تكون إلا عن مقابلة، وعند سائر عقلاء الأمم لابد أن يكون المرئي مقابلاً للرائي، والنقل دل على أن المؤمنين يرون ربهم من فوقهم كما قال صلى الله عليه وسلم: " بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم ...". انظر: (مختصر الصواعق لابن القيم ١/ ٢٨٠ –- ٢٨١) والحديث أخرجه (ابن ماجه: المقدمة/ باب ما أنكرت الجهمية ١/ ٦٥ حـ ١٨٤) .