للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثامن: في بيان أن الذي يزعمون بشاعته من قولنا في الصفات ليس على ما زعموه، ومع ذلك فلازم لهم في إثبات الذات مثل ما يلزمون أصحابنا في الصفات]

وقد زعموا أن أصحاب الحديث يعتقدون ما في الأحاديث من ذكر الصفات على ظاهرها، ويثبتون لله سبحانه الكف، والأصابع، والضحك، والنزول، وأنه في السماء فوق العرش وهذه من صفات الأجسام حتى قال بعض سقاطهم: (ما بين شيوخ الحنابلة، وبين اليهود إلا خصلة واحدة) ١.

ولعمري إن بين الطائفتين خصلة واحدة، لكنها بخلاف ما تصوره الساقط.

وتلك الخصلة أن الحنابلة على الإسلام والسنة، واليهود على الكفر والضلالة.

أول ما نقول: إن القول بما في الأحاديث (الثابتة) ٢ مما أمر الله سبحانه بقبوله فقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} ٣ ولا خلاف بين عقلاء أهل الملة في أن الرسل أعرف بالله سبحانه، وبصفاته من غيرهم، لأنهم أوفر الناس عقلاً، والوحي ينزل عليهم، والعصمة من الضلال


١ لم أتوصل إلى معرفة قائل ذلك.
٢ في الأصل: (ثابتة) .
٣ سورة الحشر: (آية ٧) .

<<  <   >  >>