للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن قال هذا فهو كافر، والله سبحانه متعال عما قالوه.

وعند أهل الحق أن الله سبحانه مباين لخلقه بذاته فوق العرش بلا كيفية بحيث لا مكان١.

وقد ثبت الحديث الذي في موطأ مالك٢ بن أنس رحمه الله وفي


١ إطلاق لفظ المكان في حق الله عز وجل نفياً أو إثباتاً من الأمور التي لم يرد بها كتاب ولا سنة وينبغي الإمساك عن إطلاق هذا اللفظ والوقوف عند ما ورد به النص من استواء الله على عرشه فوق سماواته. لأن لفظ المكان من الأمور التي تحتمل حقاً وباطلاً ولأهل العلم تفصيل في ذلك:
١- فقد يراد بالمكان أمر وجودي وهو ما يحوي الشيء ويحيط به، أو ما يستقر الشيء عليه بحيث يكون محتاجاً إليه. والله عز وجل منزه عن المكان بهذا المعنى الذي يقتضي الإحاطة والافتقار وهذا الذي قصد المصنف نفيه عن الله عز وجل بقوله "بحيث لا مكان".
٢- وقد يراد بالمكان: أمر عدمي: وهو ما فوق العالم من العلو. والله سبحانه وتعالى فوق العالم غير مفتقر إلى شيء من مخلوقاته. فيصح إطلاق أن الله في مكان بهذا المعنى. وإن كان الأولى الإمساك عن إطلاق هذا اللفظ نفياً أو إثباتاً كما قدمت والانتهاء حيث انتهت النصوص من إثبات العلو المطلق في حقه سبحانه وتعالى وأنه مستو على عرشه كما أخبر.
راجع: "ابن تيمية: منهاح السنة ٢/ ١٠٦" و"الألباني: مقدمة مختصر العلو ٧٢".
٢ انظر الموطأ: كتاب العتق والولاء/ باب ما يجور من العتق في الرقاب الواجبة ٢/ ٧٧٦ حـ ٨ من حديث عمر بن الحكم. وهو خطأ والصواب معاوية بن الحكم كما نبه إلى ذلك ابن عبد البر في الحاشية.

<<  <   >  >>