للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الأشعري: إنه ثابت١، ثم قال: [الله لا يجوز أن يوصف أنه فوق] ٢ فكذب بما في حديث المعراج، فصار موافقاً لهم مع (إظهاره) ٣ الخلاف.

وقالت المعتزلة: السور والآي مخلوقة، وهي قرآن معجز٤.


١ انظر الإبانة ص ٣١ حيث يقول: "ونصدق بحديث المعراج".
٢ لم أجد هذا القول فيما اطلعت عليه من كتبه ولعل هذا قوله قبل أن ينتقل إلى مذهب السلف. فالثابت عنه إثباته الفوقية لله جل وعلا، وأنه سبحانه مستوى على عرشه. يقول في الإبانة ص٩٣ بعد استدلاله بحديث الجارية: "وهذا يدل على أن الله عز وجل على عرشه فوق السماء" ويقول في رسائله إلى أهل الثغر "وأنه تعالى فوق سماواته على عرشه دون أرضه". وقد دل على ذلك بقوله: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ} ... إلى أن قال – وليس استواؤه على العرش استيلاء كما قال أهل القدر؛ لأنه عز وجل لم يزل مستولياً على كل شيء. ورقة ١٤٧ مخطوط بمكتبة الدراسات بالجامعة الإسلامية تحت رقم ٤٧ عقائد. وفي المطبوع ص١٣٠.
والقول بنفي الفوقية هو ما تبناه متأخروا الأشاعرة، أمثال الرازي في تأسيس التقديس ص٤ إذ يقول: "اعلم أنا ندعي وجود موجود لا يمكن أن يشار إليه بالحس أنه هاهنا أو هناك".
وأبي حامد الغزالي: إذ يقول: "ندعي أنه ليس في جهة مخصوصة من الجهات الست... ثم قال فالجهات ست فوق وأسفل وقدام وخلف ويمين وشمال" انظر: الاقتصاد في الاعتقاد ص٢٤.
٣ في الأصل (اظهارهم) وهو تحريف.
٤ انظر: (شرح الأصول الخمسة ص٥٢٨ حيث زعم أن هذا القرآن كلام الله مخلوق وأنه هذا الذي يتلى ويسمع. ثم يقرر في ص ٥٨٦ – ٥٨٧ أن القرآن معجز وأن التحدي واقع بهذه الآيات المسموعة.

<<  <   >  >>