للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على آخر خلفائها، المستعصم بالله ١.

فنرى القادر بالله والقائم بأمر الله الخليفتين اللذين عاصرهما الإمام السجزي، وليس لهما من الخلافة إلا الاسم والرسم، حيث استبد البويهون ٢ بأمور الدولة في العراق وفي بغداد نفسها، فضلاً عن سائر الأقاليم التي أصبحت دولاً لها ملوكها الذين لا يخضعون للدولة العباسية إلا اسماً.

إذ لم تزل بقية من هيبة الخلافة وجلالها تكمن في أذهان أولئك السلاطين والأمراء.

فكان ملوك وسلاطين الأقاليم المنفصلة عن دولة الخلافة يعترفون بالسيادة الاسمية لدولة الخلافة، ويدعون للخليفة العباسي في المساجد وعلى المنابر، ويبعثون إليه من الهدايا ما يشترون به الألقاب، ويحرصون على الظفر بموافقته لاكتساب الصبغة الشرعية أمام العامة ٣.


١ انظر: المرجع السابق ١٣/٢٠٠.
٢ نسبة إلى جدهم أبي شجاع بويه. وقد استبدوا بالسلطة في عهد الدولة العباسية في الفترة من (٣٢٠ـ٤٤٧) ـ وكانوا شديدي التعصب للشيعة. ومن أهم زعمائهم في عصر الخليفة العباسي القادر بالله وابنه القائم بأمر الله، بهاء الدولة وابنه سلطان الدولة حكما من ٤٠٣ـ٤١١ هـ ومشرف الدولة ٤١١ـ٤١٦هـ، وجلال الدولة ٤١٦ـ٤٣٥هـ وأبو كاليجار ٤٣٥ـ٤٤٠. انظر: تاريخ الإسلام السياسي ٣/٣٧ـ٦٣.
٣ انظر: تاريخ الإسلام السياسي ٣/٢٤٩.

<<  <   >  >>