والأمر الرابع: من الأمور الدالة على صحة نسبة الكتاب للمؤلف:
ورود ذكر كتاب (الإبانة) للمؤلف في عدة مواطن من الكتاب وأنّ هذا الكتاب عبارة عن تجريد القول في مسألة الحرف والصوت الواردة في كتاب الإِبانة، لصعوبة استخلاص هذه المسألة منه لكثرة الأسانيد كما أشار المؤلف لذلك في المقدمة.
وهذا يعني أن نصوصاً وعبارات كثيرة سترد في هذا الكتاب هي بعينها واردة في كتاب الإبانة، ولئن كان كتاب الإبانة في حكم المفقود، إلاّ أن المصادر التي جاءت بعده اقتبست عنه الكثير من النصوص، بعضها مطابق لما ورد في كتاب الرد على من أنكر الحرف والصوت، فمثلا: نجد اقتباسات كثيرة عند ابن تيمية مقتبسة من كتاب الإبانة للمؤلف، وهي بنصها موجودة في كتاب الرد على من أنكر الحرف والصوت. من ذلك:
ما نقله في كتاب:(درء تعارض العقل والنقل) قال:
"حكى محمّد بن عبد الله المغربي المالكي، وكان فقيهاً صالحاً، عن الشيخ أبي سعيد البرقي، وهو من شيوخ فقهاء المالكيين ببرقة، عن أستاذه خلف المعلم، وكان من فقهاء المالكيين، قال أقام الأشعري أربعين سنة على الاعتزال، ثم أظهر التوبة فرجع عن الفروع، وثبت على الأصول".
وهذا كلام خبير بمذهب الأشعري وغوره١ وقال: ذكره السجزي في الإِبانة.