للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالته المعتزلة وركبوا مكابرة العِيان١ وخرقوا الإِجماع المنعقد بين الكافة المسلم والكافر. وقالوا للمعتزلة: الذي ذكرتموه ليس بحقيقة الكلام، وإنما يسمى ذلك كلاماً على المجاز لكونه حكاية أو عبارة عنه، وحقيقة الكلام: معنى قائم بذات المتكلم٢.

فمنهم من اقتصر على (هذا) ٣ القدر، ومنهم من احترز عما علم دخوله على هذا الحد فزاد فيه ما ينافي السكوت والخرس والآفات المانعة من الكلام٤.

ثم خرجوا من هذا إلى أن إثبات الحرف والصوت في كلام الله سبحانه تجسيم. وإثبات اللغة فيه تشبيه.

وتعلقوا بشبه٥ منها: قول الأخطل٦:


١ في (درء) ٢/٨٥ ضبطها بكسر العين أي: ما لا يشك فيه. يقال رأيته عياناً إذا لم يشك في رؤيته إياه. وأشار في الحاشية إلى أنه في نسخة أخرى: (الأعيان) والأعيان: أفاضل القوم وأشرافهم. انظر لسان العرب ١٣/٣٥٢-٣٠٣.
٢ أنظر الباقلاني: الإِنصاف ص: ١٠٦، ١٠٨، ١١٠، والتمهيد ص: ٢٥١، والشهرستاني في نهاية الأقدام ص:٣٢٠. وسيأتي مزيد بيان لذلك في الفصل الرابع.
٣ الزيادة من (درء) ٢/٨٥، والسياق يقتضيها.
٤ انظر تبصرة الأدلة للنسفي ١/٢٨١.
٥ في الأصل: (شبهه) وهو تحريف.
٦ الأخطل، هو غياث بن غوث به الصلت بن طارقة بن عمر بن بني تغلب أبو مالك (١٩-٩٠هـ) وهو شاعر نصراني، اشتهر في عهد بني أمية، ومدح خلفاءهم وله ديوان شعر مطبوع. الأعلام٥/٣١٨، وانظر ترجمته في (الشعر والشعراء لابن قتيبة) ١/٤٩٠، ط ٣ سنة ١٩٧٧ تحقيق أحمد محمود شاكر.

<<  <   >  >>