للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً} ١.

واحتجوا بقول العرب: ":أرى في نفسك كلاماً، وفي وجهك كلاماً" ٢.

فألجأهم الضيق مما يدخل عليهم في مقالتهم إلى أن قالوا: الأخرس متكلم، وكذلك الساكت والنائم، ولهم في حال الخرس والسكوت والنوم كلام هم متكلمون به، ثم أفصحوا بأن الخرس والسكوت والآفات المانعة من النطق ليست بأضداد الكلام، وهذه مقالة تبين فضيحة قائلها في ظاهرها من غير رد عليه.

ومن علم منه خرق إجماع الكافة ومخالفة كل عقلي وسمعي قبله لم يناظر بل يجانب، ويقمع، ولكن لما عدم من ينظر في أمر المسلمين محنّا ٣ بالكلام مع من٤ ينبغي أن يلحق بالمجانين.

وأصل٥ تلبيسهم على العوام وتموههم ٦ على المبتدئين هو أن


١ سورة يوسف: آية (٧٧) .
٢ انظر مثلا: الباقلاني في التمهيد ص ٢٥١، والانصاف ص ١١٠..
٣ أي: ابتلينا. يقال محنته وامتحنته بمنزلة خبرته واختبرته، وبلوته وابتليته انظر: لسان العرب ١٣/٤٠١.
٤ في الأصل زيادة (أن) هنا. ولعله خطأ من الناسخ.
٥ في الأصل هكذا (وصل) بدون ألف، والصواب إثباتها.
٦ التمويه: التلبيس، ومنه قيل للمخادع: مموه، وقد موه فلان باطله إدا زينه وأراه في صورة الحق. ابن منظور: لسان العرب١٣/٥٤٤.

<<  <   >  >>