للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مردود١ والأشعري خاصة أضرب٢ قوله في هذا الفصل فقال في بعض كتبه [٦-أ] : "كلام الله ليس بحرف ولا صوت كما أن وجهه ليس بتنضيد وكلام كلّ متكلم سواه حرف وصوت"٣.

وقال في غير ذلك من كتبه: "الكلام معنى قائم بنفس المتكلم كائناً من كان ليس بحرف ولا صوت"٤.

وإثبات قولين مختلفين في باب التوحيد، وإثبات الصفات تخبط، وضلال، والعقليات بزعم القائلين بها لا تحتمل٥ مثل هذا الاختلاف،


١ أجاب المصنف على قولهم هذا. انظر الفصل السادس من هذه الرسالة حيث قال بعد أن أورد الأحاديث والآثار الدالة على ذلك: "فقول خصومنا إن أحداً لم يقل إن كلام الله حرف وصوت كذب وزور، بل السلف كلّهم كانوا قائلين بذلك ... " ص (٢٥٩) .
٢ يقال أضرب الرجل في البيت: أقام فيه. انظر لسان العرب (١/٥٤٧) والمعنى: أن الأشعري أقام على هذا القول وأطال الكلام فيه، والله أعلم.
٣ لم أقف على هذا القول في شيء من كتب الأشعري التي بين أيدينا - ولعله فيما لم يصل إلينا منها مما كتبه إبان إقامته على المذهب الكلابي.
٤ لم أقف على هذا القول أيضاً في شيء من كتب الأشعري التي وصلت إلينا، وقد عزا نحوه إليه الشهرستاني في نهاية الأقدام ٣٢٠ فقال: وصار أبو الحسن الأشعري إلى أن الكلام معنى قائم بالنفس الإنسانية وبذات المتكلم وليس بحرف ولا صوت.
قلت: ويحمل ذلك على المرحلة التي سبقت انتقاله إلى مذهب السلف.
٥ في الأصل (يحتمل) وهو تصحيف.

<<  <   >  >>