للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنهم لا يذوقون ألم الموت كما قال تعالى: {لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الأُولَى} ١.

وعلى أنه ينفخ في الصور٢ قبل يوم القيامة، ويصعق من في السماوات ومن في


١ سورة الدخان آية: (٥٦) .
قال ابن جرير في تفسيره للآية: "لا يذوق هؤلاء المتقون في الجنة الموت بعد الموتة الأولى التي ذاقوها في الدنيا". (انظر تفسيره ٢/١٣٧) .
وقال ابن كثير: "هذا الاستثناء يؤكد النفي، فإنه استثناء منقطع ومعناه: أنهم لا يذوقون فيها الموت أبداً كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة: خلود فلا موت، ويا أهل النار: خلود فلا موت". (انظر تفسيره ٧/٢٤٧) . والحديث الذي ذكره أخرجه البخاري بأتم من هذا في كتاب التفسير من صحيحه ٥/٢٣٦، وكذلك مسلم في كتاب الجنة باب ١٣ ج٤/ ٢١٨٨، وأحمد في مسنده ٣/٩.
٢ الصور: هو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام (انظر تفسير الطبري ١١/٤٣٦، وتفسير القرطبي ١٣/٢٣٩، وتفسير ابن كثير ٣/٢٧٦) .
وقد جاء في السنن عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: "قال أعرابي يا رسول الله: ما الصور؟ قال: قرن ينفخ". أخرجه أحمد في مسنده ٢/١٩٢، وأبو داود في كتاب السنة باب ما جاء في البعث والصور ٥/١٠٧، والترمذي في باب ما جاء في الصور ٤/٦٢٠ وقال: هذا حديث حسن، ورواه الحاكم في المستدرك ٤/٥٦٠ وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
وقد أجمع أهل السنة على النفخ في الصور - كما ذكر الأشعري - قال الإمام أحمد: "والصور حق ينفخ فيه إسرافيل فيموت الخلق، ثم ينفخ فيه الأخرى فيقومون لرب العالمين" (انظر رسالة السنة ص٧٣، والإيمان لابن مندة ٣/٩٣٧- ٩٤٠، ولوامع الأنوار ٢/١٦١- ١٦٥) .

<<  <   >  >>