وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا، ثم يقول أبو هريرة: اقرؤا إن شئتم: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً} الحديث أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء باب ٤٩ ج٤/ ١٣٩، ومسلم في كتاب الإيمان باب ٧١ ج١/١٣٥، ١٣٦، وابن ماجة في كتاب الفتن باب ٣٣ ج٢/١٣٦٣، وأحمد في المسند ٢/٤١١. وقال الإمام أحمد: "والأعور الدجال خارج لا شك في ذلك ولا ارتياب وهو أكذب الكاذبين". (انظر رسالة السنة ص٧٢) . وقال الطحاوي: "ونؤمن بأشراط الساعة من خروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام ونؤمن بطلوع الشمس من مغربها، وخروج دابة الأرض من موضعها". (انظر شرح الطحاوية ص٤٤٧، والفرق بين والفرق ص٣٤٣) . وقال السفاريني: "أجمعت الأمة على نزوله، ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة، وإنما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة ممن لا يعتد بخلافه وقد انعقد إجماع الأمة على أنه ينزل ويحكم بهذه الشريعة المحمدية..." (انظر لوامع الأنوار البهية ٢/٩٤، ٩٥) . ٢ كما آمن السلف بنزول عيسى وخروج الدجال - كما سبق ذكره - آمنوا كما ذكر الأشعري ببقية أشراط الساعة التي وردت بها الرواية الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها ما رواه أبو الطفيل عن حذيفة الغفاري رضي الله عنه قال: "اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة قال: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم" الحديث أخرجه مسلم في كتاب الفتن باب ٢١ ج٤/٢٢٥، وأبو داود في كتاب الملاحم باب ١٣ ج٤/٤٩١، والترمذي في كتاب الفتن باب ٣١ ج٤/٤٧٧، وابن ماجة في الفتن باب ٢٥ ج٢/١٣٤١) . وقال ابن مندة: "ذكر وجوب الإيمان بالآيات العشر التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تكون قبل الساعة"، ثم ساق كثيراً من الروايات في ذلك. انظر كتاب الإيمان ٣/٨٩٦، ٩٤٠، وشرح الطحاوية ص٤٤٧- ٤٤٩.