٢ تكلمت في ص١٣٧ عن الفلاسفة، وبينت هناك مخالفتهم لمنهج النبوة، واتباعهم العقل والهوى، وهو ما أشار إليه الأشعري هنا، ويقرر ذلك أيضاً ابن تيمية فيقول: "وبالجملة فالمنهج الذي يسلكه هؤلاء الفلاسفة - يعني فلاسفة المسلمين - في بحث هذه الأمور الإلهية منهج عقلي لا يرجعون في العلم بشيء منها إلى ما جاء به الرسول، ولا يعرفون من العلوم الكلية، ولا العلوم الإلهية إلا ما يعرفه الفلاسفة المتقدمون مع زيادات تلقوها عن بعض أهل الكتاب وأهل الملة". (انظر: تفسيره لسورة الإخلاص ص٨٤ من الطبعة الثالثة) . ٣ البراهمة: قوم ينتسبون إلى رجل منهم يقال له "براهم". (انظر: الملل والنحل ٢/٢٥٨، والفصل لابن حزم ١/٦٩ من الطبعة الثانية ١٣٩٥هـ) . وكانت تسمى من قبل بالهندوسية، ومن عقائدهم الكارما أي: الجزاء ثواباً كان أو عقاباً، وهو يقع في هذه الحياة، فلا قيامة ولا بعث ونشور عندهم، كما قالوا بتناسخ الأرواح، ومنهم جاءت فكرة التثليث التي دان بها النصارى، ووحدة الوجود التي دان بها بعض ملاحدة المسلمين كعبد الله بن سبأ اليهودي والحلاج وابن عربي وغيرهم، ولقد قال ابن سبأ: بأن علياً صار إلهاً بحلول روح الإله فيه. (انظر: الفرق بين الفرق ٢٥٤، ٢٥٥، وأديان الهند الكبرى لأحمد شلبي ص٦١-٦٩ من الطبعة الرابعة ١٩٧٦م) . ٤ الدهريون: صنف من الناس أنكروا الخالق والبعث والإعادة، وقالوا بالطبع المحيي والدهر المغني. ولقد أخبر الله عنهم في قوله: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ} الجاثية آية (٢٤) . ولقد أصبح العالم اليوم يسخر من الذين يقولون ذلك، ويعده من سخافة العقول، وخاصة بعدما تطورت العلوم، وأرى الله الناس من آياته ما يدل على وجوده، ولعلي أشير إلى بعض أقوال العلماء الذين اعترفوا بذلك فيما يأتي إن شاء الله، وانظر أيضا: الملل والنحل ٢/٣. ٥ في (ت) الإمهال. ٦ الثنوية والمجوسية: ديانتان متفقتان على قول واحد، مع فروق قليلة فيه. يقول الشهرستاني في حديثه عن الثنوية: أنهم يزعمون أن النور والظلمة أزليان قديمان، بخلاف المجوس فإنهم قالوا بحدوث الظلام، وذكروا سبب حدوثه، وهؤلاء قالوا بتساويهما في القدم. (انظر: الملل والنحل ١/٢٢٤) . ويقول البغدادي عن الثنوية: أنهم زعموا أن النور والظلمة صانعان قديمان، والنور منهما فاعل الخيرات والمنافع، والظلام فاعل الشرور والمضار. ثم يقول عن المجوس: بأنهم شاركوا الثنوية في اعتقاد صانعين، غير أنهم زعموا أن أحد الصانعين قديم، وهو الإله الفاعل للخيرات، والآخر شيطان محدث فاعل للشرور. (انظر: الفرق بين الفرق ص٢٨٥) .