والوسيلة القرب التي يتقرب بها إلى الله وتقرب فاعلها منه، وهي الأعمال الصالحة لما روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"قال الله من عاد لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه" الحديث.
ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أهمه أمر فزع إلى الصلاة لأنها أعظم القرب إلى الله تعالى، قال الله تعالى:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ}(١)
وأما التوسل بمخلوق وجعله واسطة بين الله وبين عبده، فهو عين ما نهى الله عنه في الآيات وأنزل بقبحه الكتب وأرسل الرسل: ومنه ما قالت بنو إسرائيل لموسى: "اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة" وكان قصدهم يتقربون به.