للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن قارن بين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبور وزيارتها، وما كان عليه أصحابه، وبين ما عليه الناس اليوم رأى أحدهما مضاداً للآخر، مناقضاً له. فإنا لله وإنا إليه راجعون. وإذا كان سبب قول الله عز وجل: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (١) مجيء حبر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، وقوله: نعم القوم أنتم لولا أنكم تجعلون لله أنداداً فتقولون: ما شاء الله وشاء فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنه قد قال حقاً" وأنزل الله {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} وممن اخرج الحديث جلال الدين السيوطي في الدر المنثور في تفسيره.

وهؤلاء يجب أحدهم معتقده أكثر من حب الله، وان زعم أنه لا يحبه كحبه، فشواهد الحال تشهد عليه بذلك، فإنه يعظم القبر أعظم من بيت الله، ويحلف بالله كاذباً ولا يحلف بمعتقده. فلا جامع بين ما استدلوا به علينا وبين ما نهيناهم عنه.

" الثاني " ان الحديث دليل لنا أنه لا يدعي غير الله عز وجل، فإن قوله: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة" سؤال الله عز وجل لا للمخلوق. وتوجه إليه بدعاء نبيه بدليل ما يأتي بعد. وقوله: "يا محمد إني


(١) سورة البقرة آية ٢٢.

<<  <   >  >>