للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فالعاقل لا يزهد بأحد بسبب هفوة، ولا يؤاخذ بسبب زلة، خصوصا إذا كانت يسيرة، أو كانت صادرة من شخص له فضل، كما قيل:

لا يزهدنك من أخ ... لك أن تراه زل زلة١

وكما قيل:

وإذا الحبيب أتى بذنب واحد ... جاءت محاسنه بألف شفيع٢

وكما قيل:

فإن يكن الفعل الذي ساء واحدا ... فأفعاله اللائي سررن ألوف٣

١٦ـ عدم قبول الأعذار:

فتجد من يقع في خطأ في حق أخ له، ثم يعتذر من خطئه، ويلتمس من أخيه مسامحته، ثم يفاجأ بعد ذلك بأن عذره لم يقبل، وبأن عثرته لم تقل.

وهذا مناف لمكارم الأخلاق؛ "فالواجب على العاقل إذا اعتذر إليه أخوه لجرم مضى، أو لتقصير سبق أن يقبل عذره، ويجعله كمن لم يذنب"٤.


١ روضة العقلاء، ص ٤٥.
٢ مفتاح دار السعادة لابن القيم١/١٧٧.
٣ مفتاح دار السعادة١/١٧٧.
٤ روضة العقلاء، ص ١٨٣.

<<  <   >  >>