للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال ابن المبارك ـ رحمه الله ـ: "المؤمن طالب عذر أخوانه، والمنافق طالب عثراتهم"١.

وقال الشافعي ـ رحمه الله ـ:

قيل لي قد أسا إليك فلان ... ومقام الفتى على الذل عار

قلت: قد أتى وأحدث عذرا ... دية الذنب عندنا الاعتذار٢

فقبول الأعذار من صفات الكرام، حتى ولو كان المعتذر كاذبا.

قال ابن حبان ـ رحمه الله ـ: "ولا يخلو المعتذر في اعتذاره من أحد رجلين: إما أن يكون صادقا في اعتذاره أو كاذبا، فإن صادقا فقد استحق العفو؛ لأن شر الناس من لم يُقِل العثرات، ولا يستر الزلات.

وإن كان كاذبا فالواجب على المرء إذا علم من المعتذر إثم الكذب، وريبته، وخضوع الاعتذار وذلته ـ أن لا يعاقبه على الذنب السالف، بل يشكر له الإحسان المحدث، الذي جاء به في اعتذاره، وليس يعيب المعتذر إن ذل وخضع في اعتذاره إلى أخيه"٣.

قال الشافعي ـ رحمه الله ـ:

اقبل معاذير من يأتيك معتذرا ... إن بر عندك فيما قال أو فجرا


١ أدب العشرة وذكر الصحبة والأخوة لبدر الدين الغزي، ص ٤٣.
٢ ديوان الشافعي، ص ١٨٤ـ١٨٥.
٣ روضة العقلاء، ص ١٨٤ـ١٨٥.

<<  <   >  >>