للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن عقيل الحنبلي ـ رحمه الله ـ "البشر مؤنس للعقول، ومن دواعي القبول، والعبوس ضده"١.

بل إن تبسم الرجل في وجه أخيه المسلم صدقة يثاب عليها.

قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "تبسمك في وجه أخيك لك صدقة" ٢.

وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" ٣.

وإذا كان الأمر كذلك فأجدر بالعاقل ألا يرى إلا هشا باشا متهللا متطلقا.

فإن كان ذلك سجية في المرء وطبعا ـ فليحمد الله، وليتعاهد هذه الخصلة الحميدة من نفسه.

وإلا فليجاهد نفسه على تكلف البشر والطلاقة، وعلى تجنب العبوس والتقطيب جملة؛ حتى تألفه ذلك نفسه، وتأنس به أنس الرضيع بثدي أمه.

وحينئذ ترق حواشيه، وتلين عريكته، ويؤنس في حديثه، ويرغب في مجلسه.


١ كتاب الفنون لابن عقيل ٢/٦٣٥.
٢ أخرجه الترمذي ٩٥٦ باب ما جاء في صنائع المعروف وقال: هذا حديث حسن غريب، وصححه الألباني في الصحيحة ٢٧٢ وصحيح الجامع٢٩٠٥.
٣ رواه مسلم٢٦٢٦.

<<  <   >  >>