للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: وإن تطلبني في محفل القوم تجدني هناك، وإن تطلبني في بيوت الخمارين تصطدني هناك. يريد أن يجمع بين الجد والهزل.

٤٧-

وإنْ يَلْتَقِ الْحَيُّ الْجَميعُ تُلاقِني ... إلى ذِرْوَةِ البَيتِ الشَّرِيفِ الْمُصَمَّدِ

الصمد: القصد، والفعل صمد يصمد، والتصميد مبالغة الصمد.

يقول: وإن اجتمع الحي للافتخار تلاقني أنتمي وأعتزي إلى ذروة البيت الشريف أي إلى أعلى الشرف. يريد أنه أوفاهم حظًّا من الحسب وأعلاهم سهمًا من النسب، قوله: تلاقني إلى، يريد أعتزي إلى، فحذف الفعل لدلالة الحرف عليه.

٤٨-

ندامايَ بيضٌ كالنّجومِ وَقَيْنَةٌ ... تَرُوحُ علينا بين بُرْدٍ وَمُجْسَدِ

الندامى: جمع الندمان وهو النديم، وجمع النديم ندام وندماء، وصفهم بالبياض تلويْحًا إلى أنهم أحرار ولدتهم حرائر، ولم تعرف الإماء فيهم فتورثهم ألوانهن، أو وصفهم بالبياض لإشراق ألوانهم وتلألؤ غررهم في الأندية والمقامات، إذ لم يلحقهم عار يعيرون به فتتغير ألوانهم لذلك، أو وصفهم بالبياض لنقائهم من العيوب؛ لأن البياض يكون نقيًّا من الدرن والوسخ، أو لاشتهارهم، لأن الفَرَس الأغر مشهور فيما بين الخيل. والمدح بالبياض في كلام العرب لا يخرج من هذه الوجوه، القينة: الجارية المغنية، والجمع القينات والقيان. المجسد: الثوب المصبوغ بالجساد وهو الزعفران. ويقال: بل هو الثوب الذي أشبع صبغه فيكاد يقوم من إشباع صبغة، والْمِجسد لغة فيه، وقال جماعة من الأئمة: بل الْمِجسد الثوب الذي يلي الجسد، والْمُجسد ما ذكرنا، والجمع المجاسد.

يقول: نداماي أحرار كرام تتلألأ ألوانهم وتشرق وجوههم، ومغنية تأتينا رواحًا١ لابسة بردًا أو ثوبًا مصبوغًا بالزعفران أو ثوبًا مشبع الصبغ.

٤٩-

رَحيبٌ قِطابُ الْجَيبِ منْها رَفِيقَةٌ ... بِجَسّ النّدامَى بَضّةُ الْمُتَجَرّدِ

الرحب والرحيب واحد، والفعل رَحَبَ رَحَبًا ورحابة ورُحْبًا، قطاب الجيب:


١ الرواح: اسم لِمَا بين زوال الشمس إلى الليل من الوقت.

<<  <   >  >>