للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعطف في إغاثته فرسي الذي في يده انحناء وهو محمود في الفرس إذا لم يفرط، ثم شبّه فرسه بذئب اجتمع له ثلاث خلال: إحداها كونه فيما بين الغضا، وذئب الغضا أخبث الذئاب، والثانية إثارة الإنسان إياه، والثالثة وروده الماء، وهما يزيدان في شدة العَدْوِ.

٦٠-

وتقصيرُ يومِ الدَّجنِ والدَّجنُ مُعجِبٌ. ... ببَهْكَنَةٍ تَحْتَ الطِّرَافِ الْمُعَمَّدِ

قصَّرتُ الشيء: جعلته قصيرًا. الدجن: إلباس الغيم آفاق السماء. البهكنة: المرأة الحسنة الخلق السمينة الناعمة. الْمُعَمَّد: المرفوع بالعمد.

يقول: والخصلة الثالثة أني أقصر يوم الغيم بالتمتع بامرأة ناعمة حسنة الخلق تحت بيت مرفوع بالعمد، وجعل الخصلة الثالثة استمتاعه بحبائبه، وشرط تقصير اليوم؛ لأن أوقات اللهو والطرب أقصر الأوقات؛ ومنه قول الشاعر؛ [الوافر] :

شهور ينقضين وما شعرنا ... بأنصاف لهن ولا سرار

وقوله: والدَّجنُ معجب أي: يعجب الإنسان.

٦١-

كأنّ البُرِينَ والدّماليجَ عُلّقَتْ ... عَلَى عُشَرٍ أَو خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّدِ

البرة: حلقة من صُفْرٍ أو شَبَهٍ أو غيرهما تجعل في أنف الناقة، والجمع البُرَا والبرات والبرون في الرفع والبرين في النصب والجر، استعارة للأسورة والخلاخيل. الدملج والدملوج: الْمِعْضَد١، والجمع الدماليج والدمالج. العُشَر والخِرْوَع: ضربان من الشجر. التَّخضيد: التشذيب من الأغصان والأوراق. والعشر وصف البهكنة.

يقول: كأن خلاخيلها وأسورتها ومعاضدها معلّقة على أحد هذين الضربين من الشجر، وجعله غير مخضد ليكون أغلظ، شبه ساعديها وساقيها بأحد هذين الشجرين في الامتلاء والنعمة والضخامة.

٦٢-

كَرِيمٌ يُرَوِّي نَفْسَهُ في حَيَاتِهِ ... سَتَعْلَمُ إن مُتْنَا غَدًا أَيّنا الصّدي


١ المعضد: حلي كالسِّوار يلبس على العضد.

<<  <   >  >>