للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعني نفسه١.

قال عبد الله بن قتادة المحاربي: كنت مع النابغة بباب النعمان بن المنذر، فقال لي النابغة: هل رأيتَ لبيد بن ربيعة فيمن حضر؟ قلت: نعم، قال: أيهم هو؟ قلت: الفتى الذي رأيت من حاله كيت وكيت. فقال: اجلس بنا حتى يخرج إلينا. قال: فجلسنا، فلما خرج قال له النابغة: إلى يابن أخي، فأتاه، فقال: أنشدني، فأنشده قوله:

ألم تلمم على الدِّمَن الخوالي ... لسلمي بالمذانب فالقفال

فقال له: أنت أشعر بني عامر، زدني فأنشده قوله:

طلل لخولة بالرسيس قديم ... فبعاقل فالأنعمين رسوم

فقال له: أنت أشعر هوازن، زدني فأنشده قوله.

عفت الديار محلها فمقامها ... بمنى تأبد غولها فرجامها

فقال له النابغة: اذهب فأنت أشعر العرب٢.

قال ابن البوّاب: جلس المعتصم يومًا للشراب فغناه بعض المغنين قوله:

وبنو العباس لا يأتون لا ... وعلى ألسنهم خفت نعم

زينت أحلامهم أحسابهم ... وكذاك الحلم زين للكرم

فقال: ما أعرف هذا الشعر، فلمن هو؟ قيل: للبيد فقال: وما للبيد وبني العباس؟ فقال المغني: إنما قال:

وبنو الدّيان لا يأتون لا

فجعلته: وبنو العباس. فاستحسن فعله ووصله. وكان يُعْجَب بشعر لبيد، فقال: من منكم يروي قوله:

بلينا وما تبلى النجوم الطوالع


١ انظر الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني، ج١٥، ص ٢٢٩، ٣٠٠.
٢ راجع: الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني ج١٥، ص٣٠٤.

<<  <   >  >>