للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: نوار امراة من مرة حلت بهذه البلدة وجاورت أهل الحجاز، يريد أنها تحل بفيد أحيانًا وتجاور أهل الحجاز أحيانًا، وذلك في فصل الربيع وأيام الإنتاج؛ لأن الحالّ بفيد لا يكون مجاورًا أهل الحجاز؛ لأن بينها وبين الحجاز مسافة بعيدة، ثم قال: فأين منك مطلبها، أي تعذر عليك طلبها؛ لأن بين بلادك وفيد والحجاز مسافة بعيدة وتيهًا قَذَفًا؛ وتلخيص المعنى أنه يقول: هي مرية تتردد بين الموضعين وبينهما وبين بلادك بعد، وكيف يتيسر لك طلبها والوصول إليها؟

١٨-

بِمَشَارِقِ الْجَبَلَيْنِ أَوْ بِمُحَجَّرٍ ... فَتَضَمّنَتْهَا فَرْدَةٌ فَرُخامُهَا

عنى بالجبلين: جبلي طي أجأ وسلمى. المحجر: جبل آخر. فردة: جبل منفرد عن سائر الجبال سمي بها لانفرادها عن الجبال. رخام: أرض متصلة لذلك أضافها إليها.

يقول: حلّت نوار بمشارق أجأ وسلمى، أي جوانبهما التي تلي المشرق، أو حلت بمحجر فتضمنتها فردة فالأرض المتصلة بها وهي رخام، إنما يحصي منازلها عند حلولها بفيد، وهذه الجبال قريبة منها بعيدة من الحجاز. تضمن الموضع فلانًا إذا حصل فيه، وضمنته فلانًا إذا حصلته فيه، مثل قولك: ضمنته القبر فتضمنه القبر.

١٩-

فَصُوَائِقٌ إنْ أَيْمَنَتْ فَمِظَنّةٌ ... فيها وِحَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخامُها

يقال: أيْمَنَ الرجل إذا أتى اليمن، مثل أعرَقَ إذا أتى العراق وَأَخْيَفَ إذا أتى خَيْفَ مِنى. مظنّة الشيء: حيث يظن كونه فيه، وهو من الظن، بالظاء، وأما قولهم: علق مضنة، هو من الضن، بالضاد، أي هو شيء نفيس يبخل به، صوائق: موضع معروف. وحاف القهر، بالراء غير معجمة: موضع معروف، ومنها من رواه بالزاي معجمة. طلخام: موضع معروف أيضًا.

يقول: وإن انتجعت نحو اليمن فالظن أنها تحل بصوائق، وتحل من بينها بوحاف القهر أو بطلخام، وهما خاصان بالإضافة إلى صوائق؛ وتلخيص المعنى: أنها إن أتت اليمن حلت بوحاف القهر أو طلخام من صوائق.

٢٠-

فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ ... وَلَشَرُّ وَاصِلِ خُلةٍ صَرّامُها

اللُّبانة: الحاجة، الْخُلَّة: المودة المتناهية، والخليل والْخِل والْخُلّة واحد.

<<  <   >  >>