(وإذا رأى سحاباً أو هبت ريح سأل الله من خيره واستعاذ من شره) ، (ولا يجوز سب الريح) ، (بل يقول: اللهم إني أسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أرسلت به،
ــ
ابن خالد قال:"صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليل إلى أن قال فيه: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، ومن قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب" فمشروع أن يقول مطرنا بفضل الله ورحمته، وممنوع أن يقال: مطرنا بنوء كذا. فالأول من شكر الله على هذه النعمة. والثاني من كفرانها. فمنكر وحرام ومكروه وكفران أن يقول: مطرنا بنوء كذا وكذا.
(وإذا رأى سحاباً أو هبت ريح سأل الله من خيره واستعاذ من شره)"سحاباً" يعني مخيلة سحاب. أو هبت ريح استعاذ به تعالى من شرها وسأل الله من خيرها؛ ولهذا في حديث عائشة:"ما هبت ريح إلا جثى رسول الله على ركبتيه يقول ... الخ. وجاء في الحديث: أنه إذا رأى في السماء مخيلة يدخل ويخرج إلى أن يجيء أول المطر، ثم يسرى عنه. وسألته عائشة فقالت: إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب، وقد رأى قوم العذاب:{قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}[٤٦/٢٤] يعني والله على كل شيء قدير.
(ولا يجوز سب الريح) لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الريح" (بل يقول: اللهم إني أسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أرسلت به،