"الحمد لله رب العالين، والصرة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، قال رجمه الله تعالى":
كان شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- يستفتح الدروس في هذا الكتاب وغيره بهذه العبارة التي فيها الثناء على الله سبحانه، والصلاة والسلام على رسوله وآله وأصحابه أجمعين، ثم يترحم على المؤلفين.
وكذلك الطلاب يستفتحون قراءتهم عليهم في المختصرات "المتون" و"المطولات" كتب الحديث والتفسير والعقائد والفقه والنحو وغيرها بهذه العبارة. يجمعون بين الصلاة والسلام على آله وأصحابه تبعاً للصلاة والسلام عليه؛ لا يقتصرون على الصلاة والسلام على "آله" دون "أصحابه". وإذا تلوا نص الأحاديث اقتصروا على الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم كما هما موجودان في كتب الحديث ومؤلفات العلماء المعروفين باتباع طريقة أهل السنة والجماعة. وقد نبَّهنا شيخنا -رحمه الله- في تقريراته -وكما يذكر ذلك غيره- على سر الجمع بين الصلاة السلام على آله وأصحابه بأن ذلك تأكيداً لعقيدة أهل السنة والجماعة في معرفة حقوقهم وفضائلهم ومحبتهم، وبراءة من المبتدعين الذميمتين بدعة "النواصب" وبدعة "الروافض" حيث كان الاقتصار على الصلاة والسلام على "آله" دون أصحابه شعاراً للروافض ودعاية لعقيدتهم. هذا بقطع النظر عما يعنون "بآله".
ولم نسمع منه -رحمه الله- في الدروس ولا في الخطب ولا غيرهما بعد ذكر "آله" عبارة "الطيبين الطاهرين" لأن هذه العبارة خبر عن طهارتهم والآية والحديث الواردان في ذلك فيهما الأمر لهم، وفرق بين الأمر والخبر.