٢ قلت: ولبعض من لا أثق به عبارة أستريب منها في الصلاة والسلام على الرسول، وهي: "والصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله" وقد يرفع صوته بالجملة الأخيرة، أو حبيبي حبيبي يا رسول الله. ولم أكن أسمع شيخنا يقول في خطبه ودروسه "سيدنا" وله في ذلك فتوى مطبوعة. ولا "شفيعنا" بهذا الإطلاق، بل يقول: الشافع المشفع في المحشر. والمراد الشفاعة العظمى. وأما شفاعاته الخاصة. فلا يجزم بها لكل شخص. ولا "ورسوله أعلم" فهذه تقال في حياته. أما الآن فيقال: الله أعلم. "يقول الله تعالى" قليلا ما يستعمل هذه العبارة في حال استدلاله بآية؛ بل يقول: قال الله تعالى. فالله قالها وقت إنزالها، لا الآن والمستقبل. ولا: "يقول القرآن" فالقرآن لا يتكلم، وليس هو القائل، بل هو المقول. ومثلها "يقول الحديث الشريف" بل يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا: "إسمعوا الله يقول" لأن هذه العبارة توهم أمرين محذورين الأول: أن الحاضرين يكونون بمنزلة موسى حين كلمه الله. الثاني: أن الله يتكلم الآن بما يتلوه من القرآن. ورحم الله ابن مالك حيث قال في تمثيله لبعض مسائل التعجب: ... ... ... كما ... كان أصح علم من تقدما