على من يقرأ الشعر أو يلقيه أمام الناس أن يدرك قيمة الروي وحركته إذ يوجد في آخر البيت، بل وفي كل بيت من أبيات القصيدة، فالروي أقل ما يمكن أن يراعى تكرره، وما يجب أن يشترك في كل قوافي القصيدة، ذلك الصوت الذي تبنى عليه الأبيات ويسميه أهل العروض بالروي، فلا يكون الشعر مقفى إلا بأن يشتمل على ذلك الصوت المكرر في أواخر الأبيات، وإذا تكرر وحده ولو يشترك مع غيره من الأصوات عدت القافية حينئذ أصغر صورة ممكنة للقافية الشعرية١.
والروي هو صوت تنسب له القصائد أحيانًا فيقال، لامية المتنبي وسينية البحتري وهمزية البوصيري.
هذا هو أقل قدر يجب التزامه في أواخر كل بيت في القصيدة وقد يقع حرف المد رويًّا وحرف المد هو أصل من أصول الكلمات وجزء من بيتها ويظهر ذلك في الشعر، ولذا يأتي حرف المد رويًّا في الشعر إذ ختمت بمثل: يسمو، اعتبرت الواو هي الروي وسميت القصيدة واوية، وإذا ختمت بمثل كلمة: يهدي، أصبحت الياء هي الروي، وكذلك إذا ختمت بمثل: عفا، ونا، اعتبر الألف رويًّا. وإذا نظرنا إلى قول الشاعر شوقي في نهج البردة حين يقول: